سوريا

أمير قطر يفتح فصلاً جديدًا في العلاقات مع سوريا

في خطوة غير مسبوقة، قام أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق، ليكون أول رئيس دولة يزور البلاد منذ الإطاحة ببشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول. وكان في استقباله الرئيس الانتقالي الجديد، أحمد الشرع، في مطار دمشق الدولي، برفقة وفد رفيع المستوى ضم وزيري الدفاع والخارجية.

أمير قطر يدعو لتشكيل حكومة شاملة

خلال اللقاء، شدد الشيخ تميم على “الحاجة الملحة لتشكيل حكومة تمثل جميع شرائح الشعب السوري”، وفقًا لبيان صادر عن الديوان الملكي القطري. تأتي هذه الدعوة في ظل المساعي الرامية إلى بناء نظام سياسي جديد في سوريا، يعكس تطلعات الشعب بعد سنوات من الصراع.

الشرع يتعهد بعملية انتقال سياسي

تم إعلان أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا للدولة، حيث مُنح صلاحية تشكيل مجلس تشريعي مؤقت خلال اجتماع ضم قادة الفصائل العسكرية التي ساهمت في الإطاحة بالأسد. وأكد الشرع التزامه بإطلاق عملية انتقال سياسي تشمل عقد مؤتمر وطني، وتشكيل حكومة شاملة، وصولًا إلى تنظيم انتخابات في غضون أربع سنوات.

تهاني إقليمية ودعم عربي

حظي الشرع بتهنئة من ملكي الأردن والسعودية على توليه منصبه الجديد، في إشارة إلى دعم إقليمي لقيادته. كما أكد وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد الخليفي، أن “الشعب السوري لن ينسى موقف قطر الداعم لسوريا الجديدة”.

إعادة الإعمار ومستقبل التعاون

بحث المسؤولون القطريون والسوريون إطارًا شاملًا لإعادة إعمار البلاد بعد سنوات الحرب، حيث أعربت قطر عن نيتها زيادة المساعدات لسوريا، خاصة في قطاعي الكهرباء والبنية التحتية. وفي هذا السياق، أعلنت قطر أنها ستزود سوريا بـ 200 ميغاواط من الكهرباء، مع خطط لزيادة الكمية تدريجيًا.

عودة الدبلوماسية القطرية إلى دمشق

في خطوة تعكس تحسن العلاقات، أعلنت قطر في ديسمبر/كانون الأول أنها ستعيد فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 13 عامًا من الإغلاق، حيث أُغلقت السفارة القطرية في يوليو/تموز 2011 احتجاجًا على حملة الأسد العنيفة ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، وهي الأحداث التي أشعلت شرارة الحرب الأهلية السورية.

تغير في المشهد السياسي الإقليمي

تشير هذه التطورات إلى مرحلة جديدة في المشهد السياسي السوري، إذ بدأت علاقات دمشق مع العديد من الدول العربية والقوى الغربية تشهد تحسنًا بعد التغيير في القيادة، مما أنهى تحالفها الوثيق السابق مع روسيا وإيران، وفتح الباب أمام إعادة بناء علاقاتها مع دول المنطقة.

سوريا على أعتاب مرحلة جديدة

زيارة أمير قطر إلى دمشق ليست مجرد لقاء دبلوماسي، بل هي مؤشر على بداية مرحلة جديدة في تاريخ سوريا، حيث يلوح في الأفق مستقبل أكثر استقرارًا، تدعمه جهود إقليمية ودولية لإعادة بناء الدولة وإرساء نظام سياسي أكثر شمولية.

كاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!