
المحتويات
يعد داء السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً، كما أنه قد يؤدي لعدة مضاعفات خطيرة. لا يوجد علاج شافي بشكل كامل لهذا المرض حتى الآن، لكن يسعى العلماء بشكل متواصل لإيجاد أفضل العلاجات للمرضى، وأحدث هذه العلاجات هي حقن مونجارو، فما هي هذه الحقن، وما علاقتها بإنقاص الوزن؟
اقرأ أيضاً عن حمية داش الغذائية DASH Diet لمرضى ارتفاع ضغط الدم
ما هي حقن مونجارو
مونجارو (Mounjaro) هو الاسم التجاري للمركب الدوائي تيرزيباتيد (tirzepatide). يستخدم هذا الدواء، إضافةً للنظام الغذائي وممارسة النشاط البدني، لتحسين ضبط سكر الدم عند المصابين بداء السكري من النمط الثاني.
تمت الموافقة على إطلاق حقن مونجارو من قبل منظمة الغذاء والدواء (FDA) من أجل تحسين سكر الدم عند المرضى المصابين بداء السكري من النمط الثاني، كإضافة للنظام االغذائي والرياضة، في الشهر الخامس من عام 2022.
كيف يعمل دواء مونجارو
يوجد في الجسم هرمونان اثنان يعملان على ضبط سكر الدم وهما الأنسولين والغلوكاجون. يُفرز الغلوكاجون من البنكرياس ويعمل على رفع سكر الدم ومنعه من الانخفاض لدرجة كبيرة، بينما يعمل الأنسولين على خفض سكر الدم ومنعه من الارتفاع لدرجة كبيرة.
عند الأشخاص الأصحاء، يعمل هذان الهرمونان بصوة متوازنة لإبقاء سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية. يتم إفراز الأنسولين عن طريق تحفيز البنكرياس من خلال هرمونين مشاركين في عملية الهضم وهما GLP-1 و GIP، والذان يتم تحفيزهما أثناء تناول الطعام من خلال إرسال إشارات للدماغ تحفز إفرازهما من الأمعاء الدقيقة.
بحالة السكري، يضعف أو يغيب تأثير GLP-1، GIP، والسكر عن البنكرياس مما يؤدي لانخفاض أو انعدام إفراز هرمون الأنسولين.
وهنا يأتي دور دواء مونجارو، حيث أنه يعمل على محاكاة تأثير GLP-1 و GIP وبالتالي:
- زيادة إفراز الأنسولين، مما يؤدي لخفض سكر الدم المرتفع.
- نقص إفراز الغلوكاجون.
- إبطاء الإفراغ المعدي (انتقال الطعام من المعدة إلى بداية الأمعاء الدقيقة، والتي تدعى الاثني عشر).
يتم إعطاء دواء مونجارو كحقنة واحدة أسبوعياً تحت الجلد.
تم إثبات فعالية دواء مونجارو في خفض سكر الدم بعدة دراسات، حيث أنه قام بتخفيض خضاب الدم السكري (مؤشر أساسي لسكر الدم) بشكل ملحوظ.
الآثار الجانبية لحقن مونجارو
- غثيان، إسهال، إقياء، انخفاض الشهية، إمساك، شعور بعدم الراحة في جزء البطن العلوي، وألم بطني.
- نمو أورام في الغدة الدرقية عند الفئران، إلا أنه للأسف غير معروف ما إذا كان الدواء يسبب حدوث هذه الأورام عند البشر، لذلك يجب عدم إعطاءه عند المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
- لم تتم دراسة الدواء عند المرضى الذين لديهم تاريخ بالإصابة بالتهاب البنكرياس أو أمراض الجهاز الهضمي الخطيرة.
قد تحدث بعض الآثار الجانبية الأخرى، مثل:
- اضطرابات كلوية.
- خلل في وظيفة المرارة.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- التهاب البنكرياس.
- انخفاض سكر الدم بشكل كبير.
- اعتلال الشبكية السكري عند المرضى المصابين به.
- تكفير وسلوك انتحاري.
دواء مونجارو والتنحيف
في الشهر الحادي عشر من عام 2023 وافقت منظمة الغذاء والدواء (FDA) مرة أخرى على دواء تيرزيباتيد (tirzepatide) تحت اسم تجاري مختلف يدعى زيباوند (Zepbound) من أجل تدبير السمنة المزمنة عند البالغين.
يُشترط لاستخدام هذا الدواء للتنحيف أن يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) 30 أو أكثر عند المصابين بالسمنة، أو 27 أو أكثر عند المصابين بزيادة الوزن بشرط ترافقه مع حالة واحدة متعلقة بالسمنة على الأقل مثل ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول، أو السكري، كما يجب أن يكون إعطاء الدواء مترافقاً مع نظام غذائي قليل الحريرات وزيادة النشاط البدني.
رغم فعالية دواء تيرزيباتيد (مونجارو أو زيباوند)، إلا أن تأثيراته الجانبية ومضاعفاته خطيرة، خاصةً إذا تم استخدامه بدون إشراف طبي مختص. ورغم كل شيء، يبقى النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني هما الأساس في إنقاص الوزن الزائد بطريقة صحيحة وسليمة.