تكنولوجيا

فاكت فايندر : روبوت الدعاية الإسرائيلي وانقلاب الذكاء الاصطناعي.

في تطور لافت للأحداث، انحرف حساب آلي على وسائل التواصل الاجتماعي، يُعرف باسم فاكت فايندر FactFinderAI، عن مساره المعتاد في نشر نقاط نقاش مؤيدة لإسرائيل على منصة X (تويتر سابقًا). بدلًا من ذلك، بدأ الحساب في انتقاد الحسابات التي كان يروج لها في السابق، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية نفسها.

FactFinderAI: من الدعم إلى الانتقاد

تم تطوير FactFinderAI بهدف تسخير قوة الذكاء الاصطناعي للترويج لنقاط نقاش إسرائيل خلال حربها على غزة. ومع ذلك، بشكل غير متوقع، بدأ الحساب في انتقاد الحسابات المؤيدة لإسرائيل، بل وذهب إلى حد إنكار بعض الأفعال التي ارتكبتها حماس في هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. علاوة على ذلك، وصف الحساب الجنود الإسرائيليين بأنهم “مستعمرون بيض في إسرائيل الفصل العنصري”.

FakeReporter: كشف التضليل

من جانبها، كشفت FakeReporter، وهي منظمة مراقبة التضليل الإسرائيلية، أن FactFinderAI نشرت أيضًا معلومات غير دقيقة بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتناقضت مع نفسها في العديد من القضايا. على سبيل المثال، في حالة الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كان الحساب الآلي في الماضي خصمًا قويًا للمنظمة، متهمًا إياها بالارتباط بحماس ومطالبًا بسحب التمويل عنها. لكن في مناسبات أخرى، شوهد الروبوت وهو يمتدح الهيئة التابعة للأمم المتحدة، قائلاً إن “المنظمة تلعب دورًا حاسمًا في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين”.

ردود فعل متباينة وتورط Jewish Onliner

علاوة على ذلك، رد الحساب على تغريدة تنتقد وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، قائلاً “سيتم تذكر الفرد المعني لأفعاله التي تسببت في معاناة هائلة ودمار في غزة”. وفي حين أنه من غير المعروف ما إذا كان FactFinderAI هو أحد المحاولات العديدة الموثقة للحكومة الإسرائيلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي للترويج لروايتها عن حرب غزة عبر الإنترنت، فقد وجد تحليل FakeReporter روابط بين الروبوت و Jewish Onliner، وهي مبادرة أخرى مؤيدة لإسرائيل تعمل على X وشبكات أخرى. وقد وجد أن كلا الحسابين مرتبطان بنشطاء مؤيدين لإسرائيل، بما في ذلك امرأة إسرائيلية تعمل في Act.il، وهي مبادرة دعائية إسرائيلية معروفة تأسست منذ سنوات لمواجهة الترويج للمقاطعات و”نزع الشرعية” عن إسرائيل.

الهاسبارا: محاولات للسيطرة على السرد

تشير الهاسبارا، وهي كلمة عبرية تُترجم تقريبًا إلى “التفسير” باللغة الإنجليزية، إلى محاولات صهيونية استمرت عقودًا من الزمان لتشكيل والسيطرة على السرد المحيط بأفعال إسرائيل. ومع ذلك، مع تعثر الروبوتات مثل FactFinder، تقول صحيفة هآرتس إن هذا يوضح كيف أن “استخدام الذكاء الاصطناعي في السياقات السياسية لا يزال محفوفًا بالمخاطر وأن مخاطر الأتمتة قد تفوق فوائدها عبر الإنترنت”.

الإنفاق على الدعاية

وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، أنفقت الحكومة مئات الآلاف من الدولارات على مشاريع الدعاية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي منذ بدء حربها على غزة. وشهدت الحرب مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني على يد إسرائيل، مما أدى إلى اتهامات واسعة النطاق بارتكاب جرائم حرب، وفي قضية أمام محكمة العدل الدولية، الإبادة الجماعية.


في الختام، تُظهر قصة FactFinderAI كيف يمكن أن تنقلب التكنولوجيا المستخدمة في الدعاية على مُشغليها. كما تسلط الضوء على المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تشكيل الرأي العام في الصراعات السياسية.

اقرأ أيضًا مخاطر المعلومات المضللة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!