
المحتويات
سنتعرف في هذا المقال على مرض الجمرة الخبيثة ، ما هو، أعراضه وطرق انتقاله، وكيفية علاجه والوقاية منه، أيضاً هل هنالك سبب وراء تسميته بهذا الاسم.
ما هو مرض الجمرة الخبيثة؟
هو مرض إنتاني خطير تسببه بكتريا تُسمّى عصيات الجمرة الخبيثة أو Bacillus anthracis.
يعود أصل الاسم للكلمة اليونانية “anthrakis” والتي تعني أسود، للدلالة على الآفة النخرية ذات المحور الأسود التي تظهر في نوع الجمرة الخبيثة الجلدي.
تم تصنيف هذا المرض في الفئة A من حيث الأولوية في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Prevention (CDC) لاحتمالية استخدامه كسلاح بيولوجي.
كيف ينتقل مرض الجمرة الخبيثة للإنسان؟
تبقى أبواغ البكتيريا على قيد الحياة في التربة لعقود طويلة، وهذا يؤدي لإصابة الحيوانات العاشبة بها، أكثر الحيوانات التي تُصاب بهذا المرض هي من الثدييات مثل الأغنام، الماعز، البقر، الغزلان البرية، والظباء.
ينتقل المرض للإنسان عن طريق الحيوانات المصابة (أي أن المرض لا ينتقل من إنسان لإنسان آخر)، ويتم الانتقال عن طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوان المصاب عند الذبح والتعامل مع الجلود، أو عند تناول لحم حيوان مصاب ني أو غير مطبوخ جيداً.
… اقرأ أيضاً فيروس الإيبولا: خطورته، انتقاله، وتطورات لقاح الوقاية
أنواع وأعراض مرض الجمرة الخبيثة
الجلدية: هي أشيع نوع لهذا الإنتان وأقلها خطورة، يبدأ المرض بالتطور عادة خلال 1-7 أيام بعد الإصابة. ينتقل هذا النوع عند وجود جروح أو خدوش على جسم الإنسان واحتكاكه بحيوان مصاب أو استخدامه منتجات من حيوانات مصابة مثل الصوف، الجلد، أو الشعر، حيث تدخل أبواغ البكتريا عبر هذه الجروح أو الخدوش.
أشيع مناطق الجلد التي تُصاب بهذا المرض هي الرأس، الرقبة، الساعدان واليدان، وتصيب البكتريا الجلد والأنسجة المحيطة به.
أعراضه:
- ظهور بثور وتقرحات جلدية صغيرة قد تسبب الحكة.
- تورّم المنطقة المحيطة بالتقرحات.
- ظهور تقرحات أو آفات نخرية ذات محور أسود غير مؤلمة مكان البثور الصغيرة بعد زوالها.
إذا تُركت الجمرة الخبيثة الجلدية بدون علاج تسبب الوفاة لحوالي 20% من الحالات، ولكن مع العلاج أغلب الحالات تُشفى.
الاستنشاقية: هي أكثر نوع قاتل بين أنواع الجمرة الخبيثة، يبدأ المرض بالتطور خلال أسبوع بعد الإصابة، ولكن يمكن أن تمتد هذه الفترة لشهرين.
تتم الإصابة بهذا النوع عن طريق استنشاق أبواغ البكتريا في أماكن انتشارها مثل مصانع الصوف، المسالخ، والمدابغ إذا كانت المنتجات مأخوذة من حيوانات مصابة بالمرض. تبدأ الجمرة الخبيثة الاستنشاقية في العقد اللمفية في الصدر ثم تنتشر في باقي الجسم.
أعراضه:
- حمّى وحرارة.
- شعور بعدم الارتياح في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- ارتباك ودوخة.
- سعال.
- تعرق غزير.
- تعب شديد وآلام جسمية وصداع.
- غثيان، إقياء، أو آلام في المعدة.
تكون الجمرة الخبيثة الاستنشاقية قاتلة بدون علاج، أما مع علاج تقريباً 55% من الحالات تُشفى.
الهضمية: يبدأ المرض عادة بالتطور خلال 1-7 أيام بعد الإصابة. ينتقل المرض للإنسان عند تناول لحوم نيئة أو غير مطبوخة جيداً من حيوانات مصابة. بعد الهضم، تصيب أبواغ البكتريا الجهاز الهضمي العلوي (الحلق و المريء)، المعدة، والأمعاء.
أعراضه:
- بحة في الصوت.
- حمّى وحرارة.
- التهاب الحلق.
- تورم في الرقبة أو الغدد العنقية.
- ألم عند البلع.
- غثيان وإقياء، غالباً ما يكون دموي.
- إسهال وأحياناً يكون دموي.
- احمرار الوجه.
- ألم في المعدة.
- تورّم البطن.
- صداع.
- إغماء.
إذا تُركت الجمرة الخبيثة الهضمية بدون علاج هذا يؤدي لوفاة أكثر من نصف الحالات، أما مع علاج فتقريباً 60% من الحالات تُشفى.
الحقنية: ظهر هذا النوع مؤخراً عند بعض متعاطي الهيروين الحقني في أوروبا، ولم تُسجل أي حالة في الولايات المتحدة أبداً حتى الآن. تتشابه أعراض هذا النوع مع النوع الجلدي، لكن أحياناً قد يتم الحقن بدرجة عميقة تحت الجلد قد تصل للعضلات. ينتشر هذا النوع بشكل أسرع في الجسم من النوع الجلدي وقد يكون من الصعب التعرف عليه وعلاجه، أيضاً تتشابه أعراضه مع أعراض العديد من الأمراض الجلدية والحقنية الأخرى.
أعراضه:
- حُمى وحرارة.
- ظهور بثور وتقرحات صغيرة حاكّة مكان الحقن.
- ظهور تقرحات أو آفات غير مؤلمة ذات محور أسود مكان البثور.
- تورّم محيط بمكان التقرحات.
- ظهور خراجات تحت الجلد أو في العضلات مكان الحقن.
كيف يتم تشخيص مرض الجمرة الخبيثة؟
يتم تشخيص المرض عن طريق:
- الكشف عن الأضداد أو الذيفان في الدم.
- فحص بكتريا الجمرة الخبيثة مباشرة في عينة دم، مسحة من آفة جلدية، السائل الشوكي، أو إفرازات الجهاز التنفسي.
- إذا كان هنالك شك بالإصابة بالجمرة الخبيثة الاستنشاقية يتم أخذ صورة للصدر.
علاج مرض الجمرة الخبيثة
كل الأنواع يمكن علاجها بصادات حيوية معينة، فموية أو حقنية.
وقد تعالج أيضاً باستخدام مضاد للذيفان (الترياقات)، الذيفان هو مواد تفرزها أبواغ الجراثيم بعد دخولها جسم الإنسان.
الوقاية من مرض الجمرة الخبيثة
إذا أصيب بالمرض دون ظهور أعراض، يعطى المصاب صادات حيوية معينة لمنع تطور المرض.
تمت الموافقة على إعطاء لقاح الجمرة الخبيثة لثلاثة مجموعات (على أن يكون العمر 18-65 سنة):
- بعض العاملين في المخابر الذين يتعاملون مع بكتيريا الجمرة الخبيثة.
- بعض الناس الذين يتعاملون مع الحيوانات أو منتجاتها مثل الأطباء البيطريين.
- بعض أعضاء جيش الولايات المتحدة.
هنالك مجموعات الناس الممنوعين من أخذ لقاح الجمرة الخبيثة مثل النساء الحوامل والناس الذين لديهم رد فعل تحسسي على اللقاح أو مكوناته، لكن في الحالات الطارئة يُسمح للحوامل بأخذه.
أيضاً وافقت منظمة الغذاء والدواء Food and Drug Administration (FDA) عام 2015 على لقاح محدد للناس (18-65 سنة) المحتمل تعرضهم لبكتريا الجمرة الخبيثة.
… اقرأ المزيد فيروس الإيبولا: خطورته، انتقاله، وتطورات لقاح الوقاية