صحة الأطفال

بعض الحقائق حول الرضاعة الطبيعية (Breastfeeding)

تنتظر الأم طفلَها بفارغ الصبر، وتبدأ بتحضير نفسها والاستعداد لإطعامه عن طريق الرضاعة الطبيعية. يُعد حليب الأم مصدر الغذاء الأساسي والأهم للرضيع رغم وجود العديد من أنواع الحليب الصناعي حالياً، كما تُعد الرضاعة الطبيعية من أهم وسائل التواصل بين الأم وطفلها. سنتعرف في هذا المقال على فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل، لماذا يميل الرضيع للرضاعة في الليل؟ وأيضاً هل هناك حالات معينة لا تستطيع فيها الأم إرضاع طفلها؟

يعتقد الأغلبية أن الرضيع يولد وهو يعلم تلقائياً كيفية الرضاعة الطبيعية، إلا أن الرضاعة هي مهارة يكتسبها الرضيع، ويتعلمها منذ بداية أول رضعة له، كما تكتسبها الأمهات أيضاً، ولذلك يجب على الأمهات مساعدة أطفالهم في الرضاعة وخاصة في البداية.

  1. أمسكي طفلك بحيث يكون أنفه بمحاذاة حلمة الثدي ويدك خلف رأسه.
  2. دعي رأس طفلك يعود للوراء قليلاً، بحيث يستطيع أن يلمس الحلمة بشفته العلوية، وبذلك يستطيع الطفل أن يفتح فمه بشكل مناسب.
  3. بعد أن يفتح الطفل فمه سيلمس ذقنه الثدي، وبسبب عودة رأسه للوراء قليلاً سيستطيع أن يصل بلسانه إلى الحلمة.
  4. بهذه الطريقة سيكون ذقن الطفل مستنداً على الثدي، وأنفه سيرتفع عنه من أجل أن يتنفس بدون صعوبة، أيضاً سيكون فمه مفتوحاً بشكل كامل؛ من أجل أن يمسك الحلمة ويبدأ بالرضاعة.

يشمل حليب الأم جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل حيث يحتوي على الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، الفيتامينات، والأضداد المناعية من أجل محاربة الأمراض.

  • احتواءه على أجسام مضادة؛ لمحاربة الأمراض ودعم الجهاز المناعي للطفل.
  • سهولة الهضم.
  • دعم زيادة الوزن الطبيعية للطفل.
  • تغير تركيبه ليلائم احتياجات الطفل مع التقدم بالعمر.
  • حماية الرضيع من متلازمة موت الرضع المفاجئ، والعديد من الحالات المرضية الأخرى مثل سرطان الدم، الأكزيما، الإنتانات التنفسية، الربو، التهاب السحايا الجرثومي، داء السكري من النمط الثاني، السمنة في مرحلة الطفولة، وغيرها.
  • التعافي بسرعة من آثار الولادة.
  • زيادة التواصل بين الأم والطفل.
  • خفض خطر إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة.
  • المساعدة على خفض الوزن المُكتسَب أثناء الحمل.
  • تقليل خطر الإصابة بعدة حالات مرضية، مثل سرطان الثدي والمبايض، هشاشة العظام، السكري من النمط الثاني، الأمراض القلبية الوعائية، وارتفاع ضغط وشحوم الدم.
  • أيضاً تساعد الرضاعة الطبيعية من الناحية الاقتصادية، وذلك عن طريق عدم الحاجة لشراء الحليب الصناعي.
  • يُفضل تجنب بعض الأطعمة التي يمكن أن تسبب إزعاجاً أو نفخة للرضيع مثل البروكلي، الأطعمة الحارة، وحليب البقر.
  • يمكن للرضيع أن يوَلد رد فعل تحسسي على أي طعام قد تتناوله الأم، وأكثر الأطعمة المعروفة بأنها قد تسبب التحسس هي البيض والفول السوداني، لذلك يجب الانتباه لهذا الموضوع.
  • يجب على الأم تخفيف استهلاك مشروبات الكافئين والكحول؛ لأنها تُفرَز في حليب الثدي.لذلك يجب عدم إرضاع الطفل لبعد ساعتين من شربها.
  • يمكن لبعض الأدوية أن تصل إلى الحليب أيضاً، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، وأدوية منع الحمل، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي شيء.
  • يُفضل تجنب التدخين لأنه قد يؤدي لنقص إدرار الحليب، وبحال التدخين يجب عدم الإرضاع إلا بعد مرور ساعة ونصف على الأقل؛ لأن النيكوتين يُفرَز في حليب الأم.

يمكن أن تسبب الرضاعة الطبيعية بعض الآثار السلبية على الأم، مثل الآلام في الظهر، اليدين، وحلمات الثديين، أيضاً تشنج الثديين، وأحياناً ظهور آثار كدمات على الثديين. كل هذه الآثار طبيعية وتختفي مع الوقت.

غالباً ما يقوم الرضيع بفعل حركات معينة عندما يكون جائعاً، مثل مص يديه، لعق شفتيه، التلوي وفتح الفم وكأنه يبحث عن حلمة الثدي، وأحياناً البكاء.

في البداية يجب معرفة أنه لا داعي للقلق من طلب طفلك للرضاعة بشكل متكرر، حيث أن هذا أمر طبيعي، حتى لو كانت مرات الرضاعة أكثر من المتوقع.
عادةً ما يحتاج الرضيع للرضاعة الطبيعية 8 مرات في اليوم على الأقل في الأسابيع الأولى بعد الولادة، كما قد يميل الرضيع للرضاعة في الليل أكثر ولمدة أطول؛ لأن هرمون البرولاكتين (الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب) يُفرز أكثر في الليل.

تختلف مدة الرضاعة الطبيعية بين طفل وآخر، قد يحتاج بعض الأطفال لـ 20 دقيقة أو أكثر على أحد الثديين أو كليهما، وكلما تقدم الرضيع بالعمر تزداد مهارته في الرضاعة، وبالتالي سيحتاج لوقت أقل، تقريباً 5-10 دقائق في كل جانب.

تعتمد مدة الرضاعة الطبيعية على الأم، الرضيع، وعوامل أخرى مثل:

  • إفراز الحليب في الثديين (عادةً يستغرق الثدي ليمتلئ بالحليب مدة 2-5 أيام بعد الولادة).
  • خروج الحليب من الثديين.
  • سرعة تدفق الحليب.
  • كيفية إمساك الرضيع لحلمة الثدي.
  • سرعة بلع الرضيع.
  • مدى تركيز الرضيع في عملية الرضاعة.
  • يبدو الطفل مرتاحاً ومكتفياً بعد الرضاعة.
  • زيادة وزن الرضيع بشكل منتظم بعد مرور 3-7 أيام من الولادة.
  • البول بمعدل 6-8 مرات باليوم.
  • البراز بمعدل 2-5 مرات باليوم في البداية، ثم مرة أو مرتان باليوم.

يجب على الأم المرضعة تناول أطعمة متنوعة وغنية بجميع العناصر الغذائية، وتحتاج المرضعة لسعرات حرارية أكثر من الحالة الطبيعية خلال فترة الإرضاع، ولا يوجد عدد وجبات محددة طالما أنها تأخذ كفايتها من السعرات الحرارية. عادةً ما تحتاج المرأة المرضعة لحوالي 400 سعرة حرارية إضافية عن حاجتها الطبيعية قبل الحمل والإرضاع (1600-2400 سعرة تقريباً في اليوم في الحالة الطبيعية و 2000-2800 سعرة في اليوم تقريباً خلال الإرضاع)، كما يختلف هذا العدد بين النساء تبعاً لعوامل مختلفة مثل العمر، كتلة الجسم، نشاط الأم، وعدد مرات الرضاعة وشدتها.

يجب عدم إرضاع الطفل عند إصابته بحالة عدم تحمل الغالاكتوز (السكر الموجود في الحليب)، أيضاً عند إصابة الأم بمرض عوز المناعة المكتسب (الإيدز)، فيروس الإيبولا، وعند استخدام الأم لأدوية غير مشروعة مثل الأفيونات والكوكائين.


مما سبق نرى أن الرضاعة الطبيعية مهمة جداً للأم والرضيع من الناحية الجسدية والنفسية لهما، ودائماً ما ننصح الأم بعدم التردد بالسؤال والاستفسار عن أي شيء خلال فترة الرضاعة من أجل الوصول لتغذية مثالية للطفل.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!