صحة عامة

حقيقة الدوبامين: بين المتعة والإدمان

ما هو إدمان الدوبامين

يُعرف غالبًا بأنه “المادة الكيميائية للمتعة”، وهو مفهوم شائع لكنه قد يكون مضللًا. يُستخدم مصطلح “اندفاع الدوبامين” لوصف الشعور بالسعادة عند إجراء عملية شراء جديدة أو العثور على مبلغ مالي غير متوقع. لكن، هل هذا الفهم صحيح؟ الحقيقة أكثر تعقيدًا مما نعتقد.

دوره في الإدمان

لطالما ارتبط بالإدمان، حيث يعتقد الخبراء أنه يساعد الدماغ على تجنب التجارب غير السارة والسعي وراء التجارب الممتعة. هذه الوظيفة جعلت البعض يظن أنه هو المحرك الرئيسي للإدمان، لكن الحقيقة أنه مجرد عنصر في منظومة معقدة لم تُفهم بشكل كامل بعد.

خرافة: الإدمان على الدوبامين

يعتقد البعض أن الأشخاص المدمنين ليسوا مدمنين على المخدرات أو العادات، بل على الدوبامين نفسه. لكن هذا غير دقيق، فالدماغ يُفرزه استجابةً للتجارب الممتعة، مثل تناول الطعام اللذيذ أو تعاطي المخدرات، مما يعزز تكرار هذه التجارب. ومع ذلك، فإن المادة أو النشاط الذي يسبب إفرازه هو المصدر الفعلي للإدمان، وليس الدوبامين ذاته.

حقيقة: الدوبامين مُحفّز للسلوك

بينما لا يُعد السبب الوحيد للإدمان، فإنه يلعب دورًا رئيسيًا في التحفيز. فعندما يُفرزه مركز المكافأة في الدماغ، فإنه لا يمنحك المتعة مباشرةً، بل يدفعك إلى البحث عن مصادرها مرة أخرى. هذه العملية لا تقتصر على الإدمان، بل تشمل أنشطة مفيدة مثل الإبداع الفني وممارسة الرياضة.

هل الدوبامين هو “المادة الكيميائية للمتعة“؟

يُطلق البعض على الدوبامين هذا اللقب، لكن العلماء يشيرون إلى أن دوره الحقيقي هو تعزيز الرغبة والسلوكيات بدلاً من توليد المشاعر الممتعة. النشوة الحقيقية ترتبط أكثر بالنواقل العصبية الأخرى، مثل:

  • السيروتونين: مسؤول عن تحسين المزاج.
  • الإندورفين: يُعرف بتأثيره المسكن للألم.
  • الأوكسيتوسين: يرتبط بالمشاعر الاجتماعية والارتباط العاطفي.

كيف يساهم في التحمل؟

عند تعاطي المخدرات لفترة طويلة، يصبح مركز المكافأة في الدماغ مثقلًا بإفراز الدوبامين، مما يدفع الدماغ إلى تقليل إنتاجه أو تقليل عدد مستقبلاته. هذا يؤدي إلى الحاجة إلى جرعات أكبر من المخدرات للحصول على نفس التأثير السابق، وهي العملية المعروفة بـ  التحمل.

الإدمان: أكثر من مجرد دوبامين

الإدمان ليس مجرد نتيجة لارتفاع مستويات الدوبامين، بل هو اضطراب معقد ينتج عن تفاعل عدة عوامل:

عوامل بيولوجية

  • العوامل الوراثية: تشير الأبحاث إلى أن الجينات تلعب دورًا بنسبة 40-60% في خطر الإدمان.
  • التاريخ الصحي: الاضطرابات النفسية قد تزيد من احتمالية الإدمان.
  • مرحلة النمو: المراهقون أكثر عرضة للإدمان بسبب تطور أدمغتهم.

عوامل بيئية

  • البيئة المنزلية: العيش مع أفراد مدمنين قد يزيد من خطر الإدمان.
  • التأثيرات الاجتماعية: الصحبة السيئة قد تدفع إلى تجربة المخدرات.
  • الصعوبات الدراسية: الفشل الأكاديمي قد يكون دافعًا للجوء إلى المخدرات.

خلاصة القول

الدوبامين ليس “عدوًا” ولا يمكن أن تُصبح مدمنًا عليه. لكنه يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز السلوكيات المرتبطة بالمتعة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. الإدمان مشكلة معقدة ناتجة عن تفاعل العديد من العوامل، وليس مجرد نتيجة لزيادة إفراز الدوبامين. لذا، من المهم فهم الصورة الكاملة بدلاً من الاكتفاء بالخرافات الشائعة.

اقرأ المزيد ما هي أسباب التعب والخمول في فصل الشتاء؟

مصدر
healthline

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!