حياة الشاعر نزار قباني : رحلة عبر أبيات الحب والألم في عالم الشعر

المحتويات
نزار قباني (1923 – 1998) هو شاعر ودبلوماسي سوري مشهور، وُلد في دمشق، سوريا؛ اشتهر قباني بقصائده الرومانسية والعاطفية التي تعبر عن الحب والعلاقات الإنسانية. كانت قصائده تتسم بالبساطة والعفوية، مما جعلها تلامس قلوب القراء بسهولة وقصائده كانت تعبر عن الحب من منظور أنثوي، وكان يجيد تجسيد مشاعر المرأة وأفكارها في قصائه. كان لديه اهتمام كبير بقضايا المرأة وحقوقها، وعبّر عن ذلك في كتاباته.
نشأة وبداية نزار قباني
نزار بن توفيق القباني، شاعر، دبلوماسي، كاتب، وشاعر غنائي.
عائلة القبانيُ ترتبط بأصول عربية حجازية، تعود نسبها إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين.
ولد نزار في العام 1923 في دمشق القديمة في منطقة “مئذنة الشحم”، ونشأ وترعرع في بيت دمشقي تقليدي ينتمي لعائلة عربية دمشقية، كان جده أبو الخليل القباني من الرواد المسرحيين في العالم العربي وبحسب ما يذكره نزار في مذكراته، فقد ورث من أبيه ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن.
مسار نزار قباني التعليمي والدبلوماسي
درس نزار القباني الحقوق في الجامعة السورية وتخرج في عام 1945، حيث انضم إلى السلك الدبلوماسي وعمل في عدة عواصم مختلفة وتولى مناصب دبلوماسية في عدة دول عربية وأجنبية، مما جعله متقناً للعديد من اللغات واستقر في لبنان وكرّس وقته للشعر وتطوير الشعر العربي الحديث.
أعمال نزار قباني الأدبية والشعرية
قام نزار قباني بتأليف أول ديوان شعري بعنوان “قالت لي السمراء” عندما كان في سن 16، ومن ثم أتبعه بنشر العديد من الدواوين والأعمال الشعرية لمدة نصف قرن حتى بلغ عدد دواوينه 35 ديوان منها ديوان أكرهها، وأسس دار نشر باسم “منشورات نزار قباني” في بيروت، وكانت لدمشق وبيروت حيِّزاً خاصٌاً في أشعاره أبرزها (القصيدة الدمشقية) و(يا ست الدنيا يا بيروت)، وكتب العديد من القصائد التي تعبر عن حبه للمدينتين وعشقه للمرأة.
… اقرأ أيضاً قصيدة أكرهها – نزار قباني من ديوان أكرهها
أحداث هامة في حياته
تأثر القباني بمأساة شقيقته وصال التي انتحرت بسبب زواجٍ قسري وترك هذا الحدث أثراً عميقاً في رؤيته الشعرية وفهمه لصراع المرأة من أجل تحقيق هويتها وحريتها.
ولم يكشف عن حقيقة هذه الحادثة باكرًا بل قال أنها توفيت بمرض القلب إلا أن الكاتبة (كوليت خوري) كشفت قصة الانتحار وهو ما ثبت لاحقاً في مذكراته الخاصة إذ كتب: “إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره”.
يصف نزار حادثة الإنتحار بقوله: “صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي … كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة”.
تزوج مرتين، وأنجب من الزواج الأول هدباء وتوفيق ولكن توفي ابنه توفيق بشكل مأساوي، مما أثّر في حياته أما عن زواجه الثاني كان من امرأة عراقيّة الأصل تُدعى بلقيس الراوي حيث التقى بها في أمسية شعريّة في بغداد، ولكنها لقيت حتفها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في هجوم انتحاري استهدف السفارة العراقيّة في بيروت.
رثاها نزار بقصيدته الشهيرة ( بلقيس ) التي قال فيها أن الجميع كان لهم دورٌ بقتلها ولم يتزوّج نزار قباني بعدها.
… اقرأ أيضاً قصيدة بلقيس (الجزء الأول) – نزار قباني
بعد مقتل زوجته بلقيس، غادر نزار لبنان وكان يتنقل بين باريس وجينف حتى استقر في النهاية في لندن حيث قضى الخمسة عشرة عامًا الأخيرة من حياته
واستمرّ بنشر دواوينه وقصائده المثيرة للجدل خلال فترة التسعينيات ومنها «متى يعلنون وفاة العرب؟» و«المهرولون».
أصدر الكثير من الدوواوين والنثريات والقصائد وغنى له الكثير أم كلثوم / عبد الحليم حافظ /فيروز /كاظم الساهر/ وأصاله نصري / عاصي الحلاني وغيرهم
وفاته
في عام 1997 كان نزار يعاني من تردي في وضعه الصحي وبعد عدة أشهر توفي وغادر الحياة تاركاً أثراً كبيراً ودوواين عديدة.
توفي سنة 1998 عن عمر ناهز 75 عاماً في لندن بسبب أزمة قلبية حيث كتب في وصيته و كان في المشفى في لندن أوصى بأن يُدْفَن في دمشق التي وصفها في وصيته:
“الرحم الذي علمني الشعر، الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين”
… اقرأ أيضاً كاظم الساهر (قيصر الأغنية العربية)