عدم تحمل الغلوتين: مرض شائع أكثر مما تعتقد، لكن تشخيصه قليل

ربّما لا يعرف الناس كلهم ما هو مرض عدم تحمل الغلوتين أو ما يدعى الداء الزلاقي Celiac disease أو ما هو تأثيره، لكن الكثير منهم قد سمعوا باسمه، وتسائلوا ماذا يفعل هذا الداء، وكيف لا يستطيع المصابون به تناول الخبز العادي أو أي منتج من منتجات القمح.
سنتعرف في هذا المقال على كل المعلومات المهمة عن هذا الداء.

ما هو الداء الزلاقي؟

هو مرض مناعي ذاتي هضمي يحدث عادةً عند الناس المهيئين وراثياً للإصابة بهذا المرض، يسبب تخرباً في الأمعاء الدقيقة وعدم القدرة على هضم الغلوتين الذي هو بروتين موجود في القمح، الشعير، كما يمكن أن يدخل بتركيب منتجات عديدة مثل أحمر الشفاه، معجون الأسنان، الفيتامينات والمكملات الغذائية، وبشكل نادر في الأدوية.

قد يسبب هذا المرض سوء امتصاص طويل الأمد، خاصة إذا لم يتم تشخيصه عند المريض، واستمر بتناول منتجات تحوي الغلوتين، وهذا يؤدي إلى عدم حصول الجسم على المغذيات الكافية من الطعام الذي يتناوله.

تشير التقديرات إلى أن 1 من كل 100 شخص (1% من كل سكان العالم) مصابين بهذا المرض، إلا أن 30% فقط من المرضى تم تشخيصهم.

يجب تمييز الداء الزلاقي عن حساسية الجسم من الغلوتين؛ لأن الأعراض قد تتشابه، لكن حساسية الغلوتين لا تسبب تخرب الأمعاء الدقيقة.

يكون هذا المرض شائعاً أكثر عند:

• الناس الذين أصل أسلافهم من أوروبا.
• الناس ذوي العرق الأبيض.
• الناس المصابون بالسكري من النمط الأول.
• الناس المصابون بمتلازمة داون (متلازمة وراثية تؤثر في النمو الجسدي والعقلي).
• الناس المصابون بمرض مناعي ذاتي آخر.
• الناس العقيمون.
• الناس المصابون بمتلازمة الأمعاء الهيوجة (تشنج الكولون) المترافقة مع إسهال.

أعراض الداء الزلاقي

• إسهال أو إمساك مزمن.
• نقص الوزن.
• حدوث غازات.
• براز ذو رائحة سيئة.
• فقر دم غير مفسر؛ بسبب عدم تشخيص المرض.
• غياب بعض فترات الحيض؛ بسبب فقدان الوزن الشديد.
• العقم.
• هشاشة عظم مبكرة.
• تغير لون الأسنان أو خسارة طبقة المينا.
• ألم بطني ونفخة متكرران.
• غثيان.
• آلام عضلية، عظمية، ومفصلية.
• طفح جلدي مؤلم وحاك.
• عدم تحمل اللاكتوز (السكر الموجود في الحليب ومشتقاته).
• تقلب المزاج.
• تأثر نمو الأطفال وتأخر البلوغ.

يمكن للمصابين بالداء الزلاقي ألا تظهر عليهم أعراض فوراً.

يمكن للداء الزلاقي أن يسبب أعراضاً خطيرة إذا تُرك بدون علاج، مثل:

• تليّن العظام.
• فقر الدم.
• سوء التغذية.
• مشاكل عصبية مثل الصرع.
• مشاكل في الجهاز التكاثري.
• الإجهاض.
• أمراض قلبية تاجية.

كما يمكن نادراً أن تحدث بعض المضاعفات الخطيرة، مثل:

• سرطان في الأمعاء الدقيقة.
• ضرر كبدي، يمكن أن يؤدي إلى تليف أو فشل الكبد.
• سرطان الغدد اللمفاوية نون-هودجكن.

كيف يتم تشخيص الداء الزلاقي؟

يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي لعائلة المريض، فحص الدم، وفحص خزعة من الأمعاء. كما يمكن للطبيب أحياناً أن يفحص خزعة من الطفح الجلدي بحالة وجوده، ويمكن أن يقوم بفحص وراثي.

الحالات التي قد تسبب بداية ظهور الأعراض عند المصابين بالداء الزلاقي.

تسمح هذه الحالات للأعراض بالظهور عند المرضى المصابين بالداء الزلاقي، ولم يشعروا بأية أعراض بعد، وهي: الضغط الشديد، الحمل، الجراحة، إصابة جسدية، إنتان، الولادة.

علاج الداء الزلاقي

العلاج الوحيد لهذا المرض هو التوقف عن تناول الغلوتين، وكل المنتجات الحاوية له بشكل تام مدى الحياة، هذا يعني التوقف عن تناول القمح والشعير وكل المنتجات الحاوية لها، حيث إن تناول ولو كمية قليلة جداً من الغلوتين يؤدي إلى إثارة المرض وظهور الأعراض.

تجنب أي منتجات أو مستحضرات حاوية على الغلوتين لذلك يجب فحص مكونات المنتج بدقة قبل استخدامه.

يمكن للأعراض أن تتأخر بالزوال بعد البدء بالحمية الخالية من الغلوتين، ويمكن أن تحتاج الأمعاء الدقيقة لمدة 3-6 أشهر حتى تتعافى.