تاريخ الحضارات

ما لا تعرفه عن تاريخ الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأُسَر الحاكمة

الحضارة المصرية

الحضارة المصرية القديمة هي إحدى أقدم الحضارات في العالم، كما أنها من أهم الحضارات القديمة التي وجدت على مر التاريخ، وأكثرها ثراءً.
كما أنها تعتبر مصدراً هاماً لمعرفة وتوثيق التاريخ، حيث أنها من أول الحضارات التي اهتمت بتوثيق العديد من الأحداث والمعلومات التاريخية في النقوش الهيروغليفية ( وهي الكتابة المصرية القديمة).  فأصبحت مصر بذلك أول دولة في التاريخ تمتلك حضارة مكتوبة وتاريخ موثَق. والحديث عن الحضارة المصرية يطول، حيث تمتد تلك الحضارة مما يقرب من سبعة آلاف عام، فدعونا نلقي الضوء في هذا المقال على مختصر تاريخ مصر القديمة والأسر الحاكمة أو ما تسمى أحياناً (بحضارة الفراعنة).

تعد الحضارة المصرية القديمة واحدة من أقدم الحضارات في التاريخ، وأكثرها ثراءً بالأحداث والوقائع التاريخية المكتوبة والموثقة عن تاريخ مصر القديم.
حيث يمتد عصر الفراعنة (المصريين القدماء) إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، حتى دخلها الإسكندر الأكبر المقدوني، أي من عام 3200 ق.م إلى عام 323 ق.م.

استطاع المؤرخون تقسيم الحقبة الفرعونية في الحضارة المصرية القديمة إلى ثلاثة عصور، مقسمة بدورها إلى ثلاثين أسرة حاكمة، وقد شهدت تلك العصور العديد من سنوات التقدم والازدهار، كما شهدت أيضاً عصور من الانحدار والسقوط، ولكنها كانت دائماً ما تستعيد قوتها لتعود مرة أخرى إلى علوها وازدهارها. فكان ذلك سبباً من أسباب استمرارها لعقود طويلة.
وقد قُسمت تلك العصور كالتالي:
1- الدولة القديمة.
2- المملكة الوسطى.
3-الدولة الحديثة.

وفيما يلي تقسيم وتوضيح لتلك العصور والأسر الحاكمة:

كانت مصر مقسمة إلى قطرين وهما مملكتي الشمال والجنوب.
في عام 3200 ق. م تمكن الملك مينا (واسمه نارمر في بعض المصادر) من تحقيق الوحدة السياسية بين قطري مصر (مملكة الجنوب ومملكة الشمال)، وكان الملك مينا ملك مملكة الجنوب.
حيث تمكن من غزو مملكة الشمال واخضاعها، فحقق بذلك الوحدة بين قطري الدولة تحت سلطته، وجمع تاجي المملكتين التاج الأحمر والتاج الأبيض في تاج واحد سمي بالتاج المزدوج، وأطلق على نفسه لقب ملك التاجين، ولضمان تأمين وحدة البلاد قام بتأسيس عاصمة جديدة لمصر، وهي مدينة ممفيس أو منف.

تميزت تلك الفترة من تاريخ مصر القديم بالاستقرار والأمن، مما ساهم في تقدمها الاقتصادي والثقافي، فاعتبر ذلك العصر فترة شباب مصر، وكان الحكم في تلك الفترة لملوك الدولة القديمة الذين بنوا الأهرامات.
حيث قام الملك زوسر بنقل عرش مصر إلى ممفيس.
وجدير بالذكر أن الملك زوسر هو صاحب أقدم هرم في التاريخ وسمى ب ( هرم سقارة ).
وشهدت البلاد في تلك الفترة عصراً من الازدهار والتقدم، حيث كانت تلك الفترة هي فترة بناء أهرامات الجيزة المعروفة، وتنسب للملك خوفو والملك خفرع والملك منكاورع.
ويعد هرم خوفو من عجائب الدنيا السبع.

كان عصر تدهور وانفلات أمني وضياع زمام الأمور من ملوك تلك الفترة إلى أن جاء عصر الملك منتوحتب الثاني ليعيد الأمن مرة أخرى، وكان ذلك في عام 2200 ق. م
ثم الدولة الوسطى ( من الأسرة 11: 12 )
تمكن الملك منتوحتب الثاني ملك طيبة من إعادة توحيد البلاد مرة أخرى تحت حكم طيبة.
وتأسست المملكة الوسطى نتيجة الازدهار الذي نشأ في حكم منتوحتب، وسمي أيضاً بالعصر الكلاسيكي.
فقام بتأسيس حكومة قوية ساعدت على ازدهار البلاد اقتصادياً وثقافياً.
ثم جاء ملك عظيم في تاريخ مصر القديمة كان له الفضل الأكبر في نشأة النهضة في عصور الدولة الوسطى عام 2000 قبل الميلاد، هو أمنمحات الأول، وأُنشئ في عهده أول جيش، واستمرت تلك النهضة في الحضارة المصرية القديمة إلى أن حدثت بعض الصراعات الداخلية التي أدت إلى ضعف الدولة ، مما أدى لغزوها من قِبَل الهكسوس.

في تلك الحقبة من حضارة مصر القديمة ظل أمراء طيبة يحاربون ويقاومون في سبيل استرداد حريتهم وأراضيهم من يد الهكسوس، حتى تمكن الملك العظيم أحمس من هزيمتهم واستولى على عاصمتهم، وتم طردهم خارج مصر وتحرير البلاد.
من أعظم ملوك تلك الفترة في تاريخ وحضارة مصر القديمة :
تميزت تلك الحقبة من الحضارة المصرية القديمة بمجموعة من الملوك العظام، والذين حازوا على شهرة واسعة في تاريخ مصر القديم.
منهم على سبيل المثال لا الحصر:

توت عنخ أمون
  • الملك أحمس طارد الهكسوس ومحرر البلاد.
  • تحتمس الأول المحارب العظيم الذي قام بتوسيع حدود البلاد ونشر التعليم.
  • اخناتون أول من نادى بالتوحيد في ملوك مصر القديمة.
  • توت عنخ أمون أشهر الفراعنة على الإطلاق رغم صغر سنه، وذلك بسبب أنه الملك الوحيد الذي عُثرَ على مقبرته كاملة بما فيها من آثار عظيمة أذهلت العالم.

في تلك الحقبة من تاريخ وحضارة مصر القديمة اهتم الملك أحمس بعد قضائه على الهكسوس بالإصلاح الداخلي، وعمل على إنشاء جيش منظم يحتوي على أحدث الأسلحة في ذلك الوقت.

ومن أهم ملوك تلك الفترة أيضاً الملك رمسيس الثاني أشهر ملوك الحضارة المصرية القديمة وكان يخوض الحروب من أجل استمرار وحدة الدولة الحديثة، وقد قاد معركة قادش ضد ملك الحيثيين، والتي انتهت بتوقيع معاهدة بين الطرفين، وكانت تلك أول معاهدة سلام في التاريخ، وتم توثيقها في ذلك الوقت.

تعرضت مصر في تلك الفترة لاحتلال الآشوريين ثم الفرس، إلى أن جاء الإسكندر المقدوني لدخول مصر وسيطر عليها، واعتبره المصريون محررهم من الفرس، وقام بتأسيس مدينة الإسكندرية. 

بعد وفاة الإسكندر عام 323 ق. م تم توزيع إمبراطوريته على قادته، فكانت مصر من نصيب بطليموس الأول، الذي أسس عاصمة جديدة لمصر هي الإسكندرية.

وبدأوا دولة جديدة في تاريخ مصر القديم هي دولة البطالمة، واعتبروا أنفسهم امتداداً لملوك مصر القدماء.

 الملكة كليوباترا كانت تعرف الهيروغليفية وتجيد 9 لغات

استمر حكم البطالمة حوالي 300 عام، وكانت الملكة كليوباترا هي آخر ملوك دولة البطالمة، التي انتهت بهزيمة كليوباترا وحليفها أنطونيوس أمام القائد الروماني أوكتافيوس، الذي سيطر على مصر بعد انتحار كليوباترا بسبب الهزيمة، ونجح في ضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية.وبذلك كانت الملكة كليوباترا هي آخر ملوك الحضارة المصرية القديمة وبموتها انتهى تاريخ مصر القديم . 


الحضارة المصرية القديمة واحدة من أقدم الحضارات وأكثرها ثراءً وثوثيقاً لتاريخها، وقد أوضحنا في هذا المقال مختصراً لتاريخ الأُسر الحاكمة وبعض ملوك مصر القديمة.
وقد تركت الحضارة المصرية القديمة تراثاً ثقافياً غنياً ومتنوعاً مثل الأهرامات، والمعابد الضخمة.
واستطاع المصريون القدماء بناء حضارة قوية ومزدهرة تستمر في إبهار العالم حتى اليوم.

43440cookie-checkما لا تعرفه عن تاريخ الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأُسَر الحاكمة
السابق
بعض الحقائق حول الرضاعة الطبيعية (Breastfeeding)
التالي
سلطة التونة بالخضار
القناة الرسمية Telegram