تاريخ الحضارات

مملكة سبأ – ما قصتها؟ وكيف سقطت؟

مملكة سبأ

مملكة سبأ هي إحدى الممالك العربية القديمة التي قامت في الجزيرة العربية، وقد قيل الكثير عن تاريخ قيام تلك الحضارة، إلا أن أغلب المصادر تتفق على قيامها في الفترة مابين القرن الثامن أو التاسع قبل الميلاد إلى القرون الميلادية الأولى، تحديداً القرن الثالث الميلادي.
وتعتبر هذه المملكة مع ملكتها الملكة بلقيس رمزاً للقوة والجمال في التراث والتاريخ العربي.

بسم الله الرحمن الرحيم

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ

أين تقع مملكة سبأ؟

مملكة سبأ هي مملكة قديمة قامت في جنوب الجزيرة العربية، تحديداً في اليمن حالياً، وتحدد بعض المصادر موقعها بدقة حيث ذُكر أنها تقع في دولة اليمن، تحديداً في الشمال الغربي لمدينة عدن، كما ذكرت بعض الأسفار التوراتية أن لمملكة سبأ موقعين، أولهما في الجنوب عند حضرموت، والآخر شمالاً قرب أراضي تيماء، أما ما أجمعت عليه المصادر التاريخية عموماً فهو أن مملكة سبأ تقع في اليمن وأن عاصمة مملكة سبأ هي (مأرب).

بالنظر إلى مملكة سبأ نرى أنها كانت تملك موقعاً استراتيجياً هاماً، حيث كانت تعتبر حلقة وصل هامة على طريق تجارة التوابل، من الجزيرة العربية جنوبا وصولاً لميناء غزة على البحر الأبيض المتوسط. وكان ذلك الطريق من أهم طرق التجارة في ذلك الوقت.

حيث كانت مملكة سبأ من المشاركين في التجارة على ذلك الطريق في بداية الأمر، حتى سيطر السبئيون بعد ذلك على ذلك الطريق سيطرة تامة عام 950 ق. م.

فأصبحت مملكة سبأ ممراً تجارياً هاماً، حيث كان يتم عن طريقها توصيل البضائع من الهند وجنوب الجزيرة العربية إلى بلاد بابل ومصر وبلاد الشمال.

بعد سيطرة مملكة سبأ على طريق تجارة التوابل ازدهر وضعها الاقتصادي حتى أصبحت مملكة سبأ من أغنى ممالك الجزيرة العربية في ذلك الوقت.

ظلت مملكة سبأ تلعب دوراً هاماً في طرق التجارة إلى أن بدأ البطالمة في مصر بالاستغناء عن الطرق البرية، واستخدموا بدلاً منها الطرق البحرية، وأصبحوا يفضلونها عن الطرق البرية نظرا لسرعتها.

وبذلك جاء قرار مصر بالاستغناء عن التعامل مع السبئيين في التجارة بالطرق البرية، والبدء بالتعامل مباشرة مع الطرق البحرية عن طريق مدينة قاني الساحلية، مما أثر بالسلب على ازدهار وضع مملكة سبأ الاقتصادي وبدأ بالانهيار.

ولم يكن السبب الاقتصادي هو السبب الوحيد لسقوط مملكة سبأ، ولكن جاء غزو الحميريين لمملكة سبأ، والاستيلاء على معظم المناطق بها سنة  275 م  ليعلن سقوط مملكة سبأ إلى الأبد.

آثار مملكة سبأ

تركت مملكة سبأ بعض الآثار الخالدة، ومن أشهر تلك الآثار:

وهو أعظم ما تركت حضارة مملكة سبأ، وهو أقدم سد ذكره التاريخ، ويعد واحدة من عجائب فن العمارة.

فمع ازدهار حضارة مملكة سبأ بدأوا بالاهتمام بالناحية العمرانية للمملكة فأقاموا العديد من المشاريع العمرانية، ويعتبر سد مأرب أهم وأضخم تلك المشاريع.

في البداية تم إنشاء السد بهدف حماية مملكة سبأ من الفيضانات، وتنظيم عملية ري الأراضي الزراعية.

وبالفعل حقق شعب سبأ النهضة الزراعية بفضل السد العظيم ، وأدى ذلك بدوره إلى ازدهار الزراعة والتجارة معًا.

حيث اشتهرت مملكة سبأ بزراعة العديد من المحاصيل والتجارة بها مما زاد من وضع المملكة الاقتصادي، وأصبحت من أغنى الممالك.

وفي العصر الحديث ذكرت اليونسكو أن سد مأرب قد حقق براعة تكنولوجية في هندسة الري ونظام الزراعة بشكل لم يروه في حضارات الجزيرة العربية القديمة.

سد مأرب
آثار سد مأرب

هو واحد من أشهر المعابد التاريخية التي يعود تاريخها إلى مملكة سبأ.

ويرجع تاريخ بناء ذلك المعبد بالتقريب إلى بداية القرن الأول ق. م.

ويعكس تخطيط وبناء ذلك المعبد مهارة السبئيين العظيمة في فن العمارة والبناء.

حيث أن بناءه كان متكاملاً، ومتناسقاً تماماً.

فنرى مدخله الرئيسي وساحته يتقابلان مع المدرج العالي وأعمدته الستة، التي تعد أطول أعمدة حجرية في تاريخ حضارات الجزيرة العربية.

معبد بران
معبد بران

اقرأ أيضاً هيكل سليمان وقصته الكاملة

44510cookie-checkمملكة سبأ – ما قصتها؟ وكيف سقطت؟
السابق
لقاح الكريب (الإنفلونزا) الموسمي Flu Vaccine وأهميته لدعم المناعة
التالي
سلطة الباستا
القناة الرسمية Telegram